مصر من نكسة 67 الى نكسة 2009 لكنها كروية يطول مداها

مصر من نكسة 67 الى نكسة 2009 لكنها كروية يطول مداها

انهزام الفراعنة أمام محاربي الصحراء أهم حدث في مصر لسنة 2009

ودّع المصريون عام 2009 بغصة في القلب، مسجلين تضييع تأشيرة المونديال أمام الجزائر في أم درمان السودانية كأهم أحداث 2009 في دولة بحجم مصر، طالما أشادت بدورها المؤثر وموقعها الريادي على كافة الأصعدة في العالم العربي، غير أن ''نكسة'' كروية أدخلتها في تيهان سياسي وخيبة شعبية قد يطول مداهما.
دوّن المصريون قيادة وشعبا الهزيمة أمام محاربي الصحراء في المقابلة الفاصلة المؤهلة لمونديال جنوب إفريقيا 2010، على رأس أهم الأحداث التي سجلتها مصر في السنة المنقضية، بعد أن أدخلتهم قذيفة عنتر يحيى في حداد طويل، عليهم انتظار أربع سنوات أخرى للثأر له، وهم الذين استقبلوا 2009 مهللين بنتائج قرعة تصفيات المونديال التي أوقعتهم في مجموعة سهلة، حسبهم.
فهزيمة أم درمان أخذت حيزا كبيرا في حصيلة أبرز أحداث عام 2009 التي رصدها مجلس الوزراء المصري في تقريره السنوي عن أهم ما عايشته مصر داخليا وخارجيا، حيث أشار التقرير حسب الصحف المصرية، إلى ما وصفه الطرف المصري ''بالأحداث التي تعرضت لها الجماهير المصرية في الخرطوم، وكذا استدعاء السفير المصري في الجزائر للتشاور''.
الصحافة المصرية من جهتها، اعتبرت هزيمة أبناء المعلم شحاتة أمام أشبال الشيخ سعدان أهم حدث في مصر 2009، أو ما وصفته بـ''عام النكد''، مثلما ورد في جريدة ''الوفد'' المصرية، التي عنونت مقال عن أهم أحداث السنة المنقضية في مصر بـ''2009 عام نكد على مصر''، عادت فيه إلى الخيبة المصرية بعد تضييع تأشيرة المونديال، وهي النتيجة التي اعتبرها الجزائريون عادلة، لأن السحر انقلب على الساحر، وطال نكد الفراعنة بعد أن رفع الإعلامي المصري عمرو أديب يديه إلى السماء داعيا الله ''الله ينكد على الجزائريين''.
وإذا كانت سرعة قذيفة عنتر يحيى في مرمى الحارس الحضري قد تعدت 100 كلم في الساعة لتحبط مشروع التوريث في مصر، فمداها قد تجاوز المحيط الأطلسي ليصل إلى القارة الأمريكية، حيث شبهت صحيفة ''نيويورك تايمز'' الأمريكية هزيمة الفراعنة أمام الخضر بنكسة حرب 1967، بعد الخيبة التي عاشها 80 مليون مصري، لم يتوحّدوا من قبل كما توحدوا من أجل هذه المباراة، غير أن الهزيمة حسبما ورد في الصحيفة، عززت شعور المصريين بضياع كرامتهم في أم درمان السودانية.
الخيبة المصرية التي سيطول مداها، لن تشفها حتى عودة أبناء شحاتة باللقب الإفريقي للمرة الثالثة على التوالي، وهي الوعود التي أطلقها شحاتة ورئيس اتحاد الكرة المصري حسن زاهر، وأثارت سخرية الإعلام والجماهير المصرية، التي أيقظها عنتر يحيى من حلم المونديال بقذيفة وأسقطت فرعون من عليائه.