غـزال يهدي الفـوز لسلوفينيا

رغم الأداء الرائع والمشرف لـ''الخضر''‏

غـزال يهدي الفـوز لسلوفينيا

بخطإ فادح من الحارس شاوشي في الدقيقة 78 انقلبت موازين المباراة بين المنتخب الوطني وسلوفينيا لصالح هذا الأخير، وتحول المنتخب الوطني من باحث عن الفوز إلى لاهث وراء التعادل، خاصة وأن الهدف جاء في وقت حساس وهكذا جاءت الدقائق الـ10 من هذه المواجهة أكثر من قاتلة للأعصاب ومضنية للجهد، لاسيما وأن رفاق زياني كانوا يلعبون أيضا بناقص واحد بعد طرد المهاجم غزال في الدقيقة 75 .
مثل هذه المعطيات، أفقدت المباراة توازنها، ليخرج الخصم من قوقعته بعد أن كان يخشى المجازفة وتحولت الخطورة إلى مرمى شاوشي وتشتت الجهد، واختلطت الأدوار فوق الميدان، وضاعت فرصة التدارك من بوقرة في الدقيقة 78 بعد ارتباك دفاع سلوفينيا في إحدى محاولات بلحاج الذي كان سيد جهته وربما كان احسن لاعب فوق الميدان.
ومن حسن الحظ أن أعصاب رفاق زياني لم تتأثر رغم تأثر الأداء الذي لا يمكن تقييمه، طالما أن مهاجمينا كان رد فعلهم سلبيا ومثيرا للجدل في أوساط كل الذين تابعوا المباراة.
ويمكن القول بعد الذي حدث أن المنتخب الوطني قد ضيع تقريبا كل حظوظه، خاصة وأن المدرب الوطني رابح سعدان قد اعترف في الندوة الصحفية التي عقدها في أعقاب اللقاء بأنه لم يبق أمامه إلا تحضير مباراة انكلترا والولايات المتحدة على أساس معطيات أخرى، غير تلك التي كانت قائمة، خاصة إذا علمنا أن منتخب انكلترا يعد الأقوى ضمن المجموعة وأن الولايات المتحدة التي أظهرت إمكانيات كبيرة لا تقارن بمستوى سلوفينيا.
لقد تركت الهزيمة حسرة كبيرة في نفوس الأنصار وحتى في نفوس بعض الملاحظين الذين كانوا يرشحون الجزائر لكن وبعد هذه الهزيمة بات الكل يشكك في خروج المنتخب الوطني بما يحفظ له ماء الوجه، وربما نقرأ تلك المرارة حتى في تصريحات بعض اللاعبين، حتى ولو أن هؤلاء قد أجمعوا بأنه لا شيء لعب حتى الآن وانهم يحضرون المباراة القادمة بكل ما يملكون من قوة وإرادة، لأنهم يفكرون كما قالوا في مغادرة المونديال بشرف.
وقد يتفق البعض مع هذا الطرح من باب المشاركة من أجل المشاركة وقد يعتبر البعض الآخر تصريحات بعض اللاعبين ضربا من الخيال، بالنظر لقيمة الخصوم القادمين أو بالنظر إلى تراجع تصريحات المدرب الوطني الذي يكون قد راجع كل حساباته التي كانت تتحدث عن المشاركة المحترمة وعن إمكانية بلوغ الدور الثاني.
إن الكيفية التي غادر بها الجمهور مدرجات الملعب والصمت الرهيب الذي عاشه رجال الإعلام في المقصورة وفي مركز الصحافة، كلها مؤشرات توحي أن الكل لم يعد ينتظر الكثير من الفريق الوطني الذي يبدو أن العديد من لاعبيه في حالة استقالة، وإلا كيف نفسر خطأ غزال الذي كان المنعرج الحاسم الذي أسقط رهانات كل الجزائريين ووضع فريقه في عنق الزجاجة، ليتلقى هدفا باهتا من كرة ضعيفة نام عليها الحارس شاوشي عوض الوقوف في طريقها.
وباعتراف بوقرة الذي قال إن خروج غزال أخلط كل الأوراق يمكن القول أن الأخطاء التي قال عنها البعض بسيطة هي التي ترهن كل شيء. بدليل أن الكل يتفق الآن بأن الجزائريين في حاجة الى معجزة كروية تمحي غلطة شاوشي وتغطي على ''زلة '' غزال أو تعفي سعدان من كل مسؤولية في هذه الهزيمة، خاصة وأنه راهن على اللاعب المطرود كجوكير وهو يدرك أن هذا الجوكير يعاني من ضغط بسيكولوجي كبير ومن سوء استعداد نفسي نتيجة علاقته المتوترة مع الجمهور.
إن هذه الحقائق مجتمعة كلها مؤشرات توحي بأن خيارات المدرب رابح سعدان باتت محدودة وقد يضطر إلى توظيف أوراق جديدة، لكن ماذا ينفع الحديث عن إجراء التغييرات والتشكيلة الوطنية باتت شبه منهارة أو هي في طريقها إلى الانهيار، وهي ترى أن المونديال قد ضاع منها في غفلة منها أوفي وقت نام فيه حارس عرينها، وغابت عن مهاجميها شهية التسجيل.